أشكر وأحترم كل من يقوم على هذه المبادرة وأولهم الدكتور عصام حجي، انما أختلف معكم وأود مناقشتكم في نقطة البداية:
رأيي أن العدل بمفهومه الشامل يأتي قبل التعليم كهدف استراتيجي وحيد، يكفي تنفيذه وحده لنقل مصر نقله نوعية للأسباب التالية:
1- العدل هو قيمة تمس جميع فئات المجتمع ويعرف قيمتها الجميع، الجاهل قبل المتعلم الغني والفقير الرجل والمرأة حتى الأطفال يعرفون قيمة العدل تلقائيا دون ان يعلمهم اياه احد اذا مروا بتجربة ظالمه حتى في ابسط الاشياء.
2- التعليم يعرف قيمته فقط المتعلم وبالتالي هو ليس مطلب جماهيري في بلد مثل مصر ذو أغلبية غير متعلمة وان كان بعضهم حصل على قدر من التعليم ولكنه يظل جاهل بسبب نظام التعليم في مصر.
3- لا يمكن لأحد ان يفند الرغبة في تطبيق العدل على انه مثلا مؤامرة على مصر او الحاد او ان المصريين غير جاهزين للعدل او مثل هذه المقولات التي عادة ما تشيطن اهداف نبيلة مثل حرية التعبير والديمقراطية والتعليم وغيرها.
4- تطبيق العدل وحده كاف لتطبيق كل الاهداف النبيلة الأخرى اذا نظرنا للعدل نظرة شاملة وليس فقط داخل المحاكم، على سبيل المثال المساواه بين الناس للتقدم للوظائف والحصول على نفس الفرصة بغض النظر على الجنس او اللون او الدين هو عدل انما غير قابل للتفنيد او صعب الفهم, كمثلا المطالبة بالمساواة والتي دائما ما تفند من مفهوم ديني.
أيضا حق الانسان في ان يختار الرئيس من خلال انتخابات حرة هو عدل لأنه يتيح للجميع ان يتم احتساب اصواتهم بنفس القيمة والاهمية وايضا تطبيق القانون على المزوريين ايا كان منصبهم هو عدل.
5- العدل هدف واضح ومفهوم للجميع لا يحتاج لشرح او تفصيل ولا يتضمن مفردات صعبة على الطبقة الغير متعلمة.
6- تطبيق العدل بمفهومه الشامل سيتضمن بالضرورة تطوير التعليم لأنه من العدل وضع الإنسان الكفئ في المكان المناسب وينعكس ذلك على كل الأهداف الأخرى.
7- تطبيق العدل ذو أثر فوري، سيرى الناس أثره بشكل سريع وبالتالي سيدعمون النظام الحاكم الذي يطبقه بعكس التعليم الذي يحتاج سنوات كثيرة حتى يظهر أثره وربما يستغل ذلك المتربصين لافشال التجربة قبل ان تكتمل.
8- تطبيق العدل بمفهومه الشامل هو في حد ذاته قيمة تستحق التنفيذ ويتطلب جهدا لا اتصور انه يمكن لشئ اخر ان يأتي معه في اربع سنوات او ثمانية هي مدة اي رئيس منتخب ولذلك يجب التركيز عليه وحده واستنباط أهداف اصغر يمكن ان تنفذ في مده اقصر ولكن تدور في نفس فلك تطبيق العدل.
9- عادة ما يتسامح الناس اذا مروا بظروف صعبة او قاسية ولكنها عادلة كمثلا زيادة الاسعار وغلاء المعيشة على جميع طبقات المجتمع بلا استثناء دون ان يكون هناك طبقة وحيدة مستفيدة او غير عابئة بمشكلات المجتمع، وهذا مفيد لأن اي رئيس لن يستطيع ان يحل المشكلات الاقتصادية بشكل سريع.
10- مجرد الاعلان عن العدل كهدف استراتيجي وتنفيذ بعض الخطوات المؤدية له سيؤدي بالضرورة لتحسن الوضع الاقتصادي، لأنه سيؤدي لزيادة ثقة المجتمع والمستثمرين المحليين والخارجيين في الدولة، ومعروف اقتصاديا ان التفائل بالمستقبل بشكل عام يؤدي الى تحسن اقتصادي بالضرورة.
اخيرا لا اريد ان اعدد مزايا تطبيق العدل لانها معروفة ولكن ما اود التركيز عليه هو ان العدل هو نقطة البداية الحقيقية لكسر الحلقة المفرغة التي تمر بها مصر منذ 60 عاما فهو مطلب جماهيري يمكن للجماهير دعمه بسهوله حتى ان بعض الناس التي مرت بتجارب ظالمة وقاسية يمكن ان تضحي بحياتها من اجله، واضح لا يحتاج شرح، غير قابل للتفنيد او الشيطنة وفوائده معلومة للجميع.